فرصة لبنان- التحرر من حزب الله وإنهاء الشعارات الزائفة

المؤلف: خالد السليمان11.20.2025
فرصة لبنان- التحرر من حزب الله وإنهاء الشعارات الزائفة

يمتلك لبنان اليوم سانحة ذهبية لتجاوز حقبة حزب الله بكل ما فيها من مآسٍ وتحديات. إن التساهل مع إعادة تأهيل وتمكين الحزب، ممّا يتيح له الاستمرار في بسط نفوذه على الساحة اللبنانية، يعني ببساطة أن لبنان سيظل أسيراً لأزماته المتفاقمة! كما يستوجب الواجب الوطني، في هذه اللحظات الحاسمة، انعقاد البرلمان اللبناني في أقرب فرصة ممكنة، والارتقاء فوق الخلافات والمناحرات الضيقة التي تبدو تافهة أمام هول الكارثة التي ألمت بلبنان، وذلك لانتخاب رئيس جمهورية يحظى بثقة الشعب اللبناني قاطبة. هذا بالإضافة إلى تشكيل حكومة وطنية تحظى بثقة المجتمع الدولي، ممّا يمكّن لبنان من استعادة مكانته الطبيعية والمرموقة بين دول العالم، بعد أن أجبره حزب الله على الدوران في فلك التبعية الإيرانية! إنها فرصة سانحة للتغيير المنشود، الذي طالما اشتاقت إليه نفوس اللبنانيين وكل محبي لبنان. فلبنان سينحو منحىً جديداً ومغايراً إذا ما تحرر من قبضة الحزب، وقد يعيد هذا التحرر تشكيل النخبة السياسية برمتها! * شاهدت تسجيلاً مصوراً لأحدهم يشكك علانية في إيمان كل من يبتهج بضرب إسرائيل لحماس وحزب الله، بل وتجاوز ذلك ليصنفهم ضمن الكافرين الذين ينطبق عليهم ما قيل في أتباع المسيح الدجال! هذا الشخص استنسخ نفس منهج الخوارج في تكفير كل من لم يناصرهم ويوافق على طريقتهم المتشددة، وهو مبدأ استخدم على مر العصور لتبرير سفك دماء المسلمين الأبرياء، وتسبب في الموت والخراب في العديد من المجتمعات الإسلامية عبر التاريخ! في الواقع، إن محاولة إيجاد رابط زائف بين التعاطف النبيل مع الضحايا الأبرياء من الفلسطينيين واللبنانيين، وبين التعاطف المشين مع الأحزاب والميليشيات التي ساهمت بشكل مباشر في ابتلائهم بهذه المصائب، هو عمل خبيث واستغلال بشع للعواطف الدينية بهدف ممارسة الخداع وتزيين الباطل بثوب الحق. هذا الأسلوب هو بالتحديد ما درجت عليه الآلة الدعائية للأحزاب الإيديولوجية طيلة عقود مضت. فالمقاومة التي جسدت المشروع الإيراني في المنطقة رفعت زوراً شعار فلسطين منذ قيام الثورة الإيرانية، لكن جميع ضحاياها كانوا، ويا للأسف، من الأبرياء المسلمين في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، فضلاً عن الأبرياء في دول عربية أخرى استهدفتها أعمال الإرهاب والتفجيرات وعمليات الاغتيال والتخريب وزعزعة الاستقرار! تنفطر القلوب ألماً لما يتعرض له الأبرياء في غزة ولبنان على يد العدو الصهيوني المتجرد من كل معاني الإنسانية، لكن العقول النيرة لا يمكن أن تتسامح مطلقاً مع أحزاب وميليشيات تتستر خلف شعارات المقاومة، والتي منحت العدو الذرائع والأسباب لارتكاب جرائمه البشعة في لحظات الضعف واختلال موازين القوى! لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطالب السوريين بالتعاطف مع من ساهموا في تدمير بلادهم الجميلة وقتل وتشريد أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وأبنائهم تحت رايات الطائفية البغيضة، التي تلبست زوراً شعارات مجاهدة العدو الصهيوني. ولا يمكن أن نطلب من العراقيين أن يتعاطفوا مع ميليشيات الحقد الطائفي التي نحرتهم بوحشية في وطنهم، ولم تختلف في شيء عن همجية الدواعش. ولا يحق لنا أيضاً أن نطالب الخليجيين بالتعاطف مع أحزاب وحركات تهاجمهم ليل نهار، وتتهمهم بالعمالة والخيانة وتدعو عليهم بالدمار والهلاك، في الوقت الذي تبذل فيه دول الخليج بسخاء بالغ في إعمار المدن العربية المنكوبة، وتقديم المساعدات الإنسانية والدعم السياسي الراسخ للقضية الفلسطينية العادلة! اليوم نقف أمام مفترق طرق حاسم، يجب فيه أن نطوي صفحة الشعارات الزائفة والمتاجرين بعواطف ودماء الأبرياء. لقد حان الوقت لانتهاج مسارات أخرى توصل الفلسطينيين إلى استعادة حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن كل طرق المتاجرين بقضيتهم مسدودة ومليئة بالأشواك والدماء. حان الوقت للإيمان بجهود أصدقاء فلسطين الحقيقيين وأنصارها المخلصين، وتطهير القلوب تجاههم. فاستمرار القلوب العمياء دون إدراك الحقيقة الناصعة ورؤية النور الساطع لن يقودها إلا إلى المزيد من الضياع في دهاليز الكراهية المظلمة! باختصار شديد.. التعاطف مع الأحزاب والميليشيات التي تتاجر بعواطف الشعوب العربية وبقضية فلسطين العادلة هو خيانة صريحة لهذه الشعوب ولهذه القضية النبيلة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة